السبت، 9 فبراير 2013

متن تُحفة الأطفال مضبوطًا ومشكولاً


يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ الْغَفُورِ
دَوْمًا سُلَيْمَانُ هُوَ الجَمْزُورِي
الْحَمْدُ للَّهِ مُصَلِّيًا عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَمَنْ تَلاَ
وَبَعْدُ هَذَا النَّظْمُ لِلْمُرِيدِ
فِي النُّونِ والتَّنْوِينِ وَالْمُدُودِ
سَمَّيْتُهُ بِتُحْفَةِ الأَطْفَالِ
عَنْ شَيْخِنَا الْمِيهِيِّ ذِي الْكَمالِ
أَرْجُو بِهِ أَنْ يَنْفَعَ الطُّلاَّبَا
وَالأَجْرَ وَالْقَبُولَ وَالثَّوَابَا

أحكام النون الساكنة والتنوين

لِلنُّونِ إِنْ تَسْكُنْ وَلِلتَّنْوِينِ
أَرْبَعُ أَحْكَامٍ فَخُذْ تَبْيِينِي
فَالأَوَّلُ الإِظْهَارُ قَبْلَ أَحْرُفِ
لِلْحَلْقِ سِتٍّ رُتِّبَتْ فَلْتَعْرِفِ
هَمْزٌ فَهَاءٌ ثُمَّ عَيْنٌ حَاءُ
مُهْمَلَتَانِ ثُمَّ غَيْنٌ خَاءُ
والثَّانِ إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ
فِي يَرْمُلُونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ
لَكِنَّهَا قِسْمَانِ قِسْمٌ يُدْغَمَا
فِيهِ بِغُنَّةٍ بِيَنْمُو عُلِمَا
إِلاَّ إِذَا كَانَا بِكِلْمَةٍ فَلاَ
تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٍ تَلاَ
وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ
فِي اللاَّمِ وَالرَّا ثُمَّ كَرِّرَنَّهْ
وَالثَّالثُ الإِقْلاَبُ عِنْدَ الْبَاءِ
مِيمًا بِغُنَّةٍ مَعَ الإِخْفَاءِ
وَالرَّابِعُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْفَاضِلِ
مِنَ الحُرُوفِ وَاجِبٌ لِلْفَاضِلِ
فِي خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْرٍ رَمْزُهَا
فِي كِلْمِ هَذَا البَيْتِ قَدْ ضَمَّنْتُهَا
صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا
دُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقًى ضَعْ ظَالِمَا

أحكام الميم والنون المشددتين

وَغُنَّ مِيمًا ثُمَّ نُونًا شُدِّدَا
وَسَمِّ كُلاًّ حَرْفَ غُنَّةٍ بَدَا

أحكام الميم الساكنة

وَالمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي قَبْلَ الْهِجَا
لاَ أَلِفٍ لَيِّنَةٍ لِذِي الْحِجَا
أَحْكَامُهَا ثَلاَثَةٌ لِمَنْ ضَبَطْ
إِخْفَاءٌ ادْغَامٌ وَإِظْهَارٌ فَقَطْ
فَالأَوَّلُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْبَاءِ
وَسَمِّهِ الشَّفْوِيَّ لِلْقُرَّاءِ
وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِمِثْلِهَا أَتَى
وَسَمِّ إدْغَامًا صَغِيرًا يَا فَتَى
وَالثَّالِثُ الإِظْهَارُ فِي الْبَقِيَّهْ
مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفْوِيَّهْ
وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أَنْ تَخْتَفِي
لِقُرْبِهَا وَلاتِّحَادِ فَاعْرِفِ

حكم لام (أل) ولام الفعل

لِلاَمِ أَلْ حَالاَنِ قَبْلَ الأَحْرُفِ
أُولاَهُمَا إِظْهَارُهَا فَلْتَعْرِفِ
قَبْلَ ارْبَعٍ مَعْ عَشْرَةٍ خُذْ عِلْمَهُ
مِنِ ابْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ
ثَانِيهِمَا إِدْغَامُهَا فِي أَرْبَعِ
وَعَشْرَةٍ أَيْضًا وَرَمْزَهَا فعِ
طِبْ ثُمَّ صِلْ رِحْمًا تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ
دَعْ سُوءَ ظَنٍّ زُرْ شَرِيفًا لِلْكَرَمْ
وَاللَّامَ الاُولَى سَمِّهَا قَمْرِيَّهْ
وَاللاَّمَ الاُخْرَى سَمِّهَا شَمْسِيَّهْ
وَأَظْهِرَنَّ لاَمَ فِعْلٍ مُطْلَقَا
فِي نَحْوِ قُلْ نَعَمْ وَقُلْنَا وَالْتَقَى

في المثلين والمتقاربين والمتجانسين

إِنْ فِي الصِّفَاتِ وَالمَخَارِجِ اتَّفَقْ
حَرْفَانِ فَالْمِثْلاَنِ فِيهِمَا أَحَقّْ
وَإِنْ يَكُونَا مَخْرَجًا تَقَارَبَا
وَفِي الصِّفَاتِ اخْتَلَفَا يُلَقَّبَا
مُقَارِبَيْنِ أَوْ يَكُونَا اتَّفَقَا
فِي مَخْرَجٍ دُونَ الصِّفَاتِ حُقِّقَا
بِالْمُتَجَانِسَيْنِ ثُمَّ إِنْ سَكَنْ
أَوَّلُ كُلٍّ فَالصَّغِيرَ سَمِّيَنْ
أَوْ حُرِّكَ الحَرْفَانِ فِي كُلٍّ فَقُلْ
كُلٌّ كَبِيرٌ وافْهَمَنْهُ بِالْمُثُلْ

أقسام المد

وَالْمَدُّ أَصْلِيٌّ وَفَرْعِيٌّ لَهُ
وَسَمِّ أَوَّلاً طَبِيعِيًّا وَهُو
مَا لاَ تَوَقُّفٌ لَهُ عَلَى سَبَبْ
وَلا بِدُونِهِ الحُرُوفُ تُجْتَلَبْ
بلْ أَيُّ حَرْفٍ غَيْرُِ هَمْزٍ أَوْ سُكُونْ
جَا بَعْدَ مَدٍّ فَالطَّبِيعِيَّ يَكُونْ
وَالآخَرُ الْفَرْعِيُّ مَوْقُوفٌ عَلَى
سَبَبْ كَهَمْزٍ أَوْ سُكُونٍ مُسْجَلاَ
حُرُوفُهُ ثَلاَثَةٌ فَعِيهَا
مِنْ لَفْظِ (وَايٍ) وَهْيَ فِي نُوحِيهَا
وَالكَسْرُ قَبْلَ الْيَا وَقَبْلَ الْواوِ ضَمّْ
شَرْطٌ وَفَتْحٌ قَبْلَ أَلْفٍ يُلْتَزَمْ
وَاللَّيْنُ مِنْهَا الْيَا وَوَاوٌ سُكِّنَا
إِنِ انْفِتَاحٌ قَبْلَ كُلٍّ أُعْلِنَا

أحكام المد
لِلْمَدِّ أَحْكَامٌ ثَلاَثَةٌ تَدُومْ
وَهْيَ الْوُجُوبُ وَالْجَوَازُ وَاللُّزُومْ
فَوَاجِبٌ إِنْ جَاءَ هَمْزٌ بَعْدَ مَدّْ
فِي كِلْمَةٍ وَذَا بِمُتَّصِلْ يُعَدّْ
وَجَائِزٌ مَدٌّ وَقَصْرٌ إِنْ فُصِلْ
كُلٌّ بِكِلْمَةٍ وَهَذَا المُنْفَصِلْ
وَمِثْلُ ذَا إِنْ عَرَضَ السُّكُونُ
وَقْفًا كَتَعْلَمُونَ نَسْتَعِينُ
أَوْ قُدِّمَ الْهَمْزُ عَلَى المَدِّ وَذَا
بَدَلْ كَآمَنُوا وَإِيمَانًا خُذَا
وَلاَزِمٌ إِنِ السُّكُونُ أُصِّلاَ
وَصْلاً وَوَقْفًا بَعْدَ مَدٍّ طُوِّلاَ
أَقْسَامُ لاَزِمٍ لَدَيْهِمْ أَرْبَعَهْ
وَتِلْكَ كِلْمِيٌّ وَحَرْفِيٌّ مَعَهْ
كِلاَهُمَا مُخَفَّفٌ مُثَقَّلُ
فَهَذِهِ أَرْبَعَةٌ تُفَصَّلُ
فَإِنْ بِكِلْمَةٍ سُكُونٌ اجْتَمَعْ
مَعْ حَرْفِ مَدٍّ فَهْوَ كِلْمِيٌّ وَقَعْ
أَوْ فِي ثُلاَثِيِّ الحُرُوفِ وُجِدَا
وَالمَدُّ وَسْطَهُ فَحَرْفِيٌّ بَدَا
كِلاَهُمَا مُثَقَّلٌ إِنْ أُدْغِمَا
مَخَفَّفٌ كُلٌّ إِذَا لَمْ يُدْغَمَا
وَاللاَّزِمُ الْحَرْفِيُّ أَوَّلَ السُّوَرْ
وُجُودُهُ وَفِي ثَمَانٍ انْحَصَرْ
يَجْمَعُهَا حُرُوفُ "كَمْ عَسَلْ نَقَصْ"
وَعَيْنُ ذُو وَجْهَيْنِ والطُّولُ أَخَصّْ
وَمَا سِوَى الحَرْفِ الثُّلاَثِي لاَ أَلِفْ
فَمَدُّهُ مَدًّا طَبِيعِيًّا أُلِفْ
وَذَاكَ أَيْضًا فِي فَوَاتِحِ السُّوَرْ
فِي لَفْظِ "حَيٍّ طَاهِرٍ" قَدِ انْحَصَرْ
وَيَجْمَعُ الْفَوَاتِحَ الأَرْبَعْ عَشَرْ
صِلْهُ سُحَيْرًا مَنْ قَطَعْكَ ذَا اشْتَهَرْ

الخاتمة

وَتَمَّ ذَا النَّظْمُ بِحَمْدِ اللَّهِ
عَلَى تَمَامِهِ بِلاَ تَنَاهِي
أَبْيَاتُهُ نَدٌّ بَداَ لِذِي النُّهَى
تَارِيخُهَا بُشْرَى لِمَنْ يُتْقِنُهَا
ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَبَدَا
عَلَى خِتَامِ الأَنْبِيَاءِ أَحْمَدَا
وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَكُلِّ تَابِعِ
وَكُلِّ قَارِئٍ وكُلِّ سَامِعِ

---------------------------------------

من هو سليمان الجمزوري؟

هو سُلَيمان بن حُسين بن مُحمد الجمزوري، الشهير بالأفندي.
ولد بـ(طنطا) في ربيع الأول سَنة بِضع وستِّين بعدَ المائة والألف.

ويُنسب إلى مدينة: (جمزور) بالقُرْب من مدينة (طنطا) بالوجه البحري في (مصر)، ولُقِّب بـ(الأفندي) وهو لقبٌ تُركي يُقصد به التعظيمُ والتفخيم، وأصله في التركية (أفندم) بالميم بدلاً مِن الياء، ولقَّبه به شيخُه (مُجاهد الأحمدي).

وكان شافعيَّ المذهب، صوفيَّ المنهج، وكان منتسبًا إلى (الطريقة الشاذلية).

ومِن أشهر شيوخه: نور الدين الميهي، الذي أخَذ عنه علمَ القراءات، ومُجاهد الأحمدي، الذي لقَّبه بـ (الأفندي) - كما مر آنفًا.

مؤلفاته:
"تحفة الأطفال والغلمان في تجويد القرآن".
"فتح الأقفال بشرح تُحفة الأطفال".
"نظم: كنز المعاني بتحرير الأماني".
"الفتح الرحماني بشرح كنز المعاني في القراءات السبع"، وكلها مطبوعة ما عدَا (شرح كنز المعاني) فهو مخطوط، لم يُطبع بعد - فيما أعلم - وهو مُترجَم له في:
معجم المؤلفين، لعُمر رضا كحالة 1/ 786 ت 5833.
وفي: هدية العارفين 1/ 405.
وفي: إيضاح المكنون للبغدادي 1/241، 2/ 159.

-------------------------------------------------------

التعريف بالمنظومة



تتكوَّن المنظومة من (61) بيتًا، على بحرِ الرجز.
وتفعيلته:
مستفعلن مستفعلن مستفعلن، في كلِّ شَطْر.
وهو مِن أسهلِ البحور الشعرية للقارض، والقارئ، والحافظ.

ومن أقسامه:
التام: وهو ما تألَّف من ثلاثِ تفعيلات في كُلِّ شطر.
والمجزوء: وهو ما تألَّف من تفعيلتَيْن في كُلِّ شطر.
والمشطور: وهو ما بُنِي على أساسِ الشطر، وليس الأبيات، وكان مؤلَّفًا من ثلاثِ تفعيلات في كُلِّ شطر.
والمنهوك: وهو ما بُني على أساسِ الشطر، وليس الأبيات، وكان مؤلَّفًا من تفعيلتين في كُلِّ شطر.

وما يُنظَم على هذا البحر يُسمَّي (أرجوزة).
وهذا البحر يسهل فيه تركيبُ المزدوج، وهو التَّقفيه على الشطرين فقط.
لذلك أكثرَ أهلُ العلم من نظْم متونهم وكُتبهم عليه.
كما أكثر الحُكماء والمُعلِّمون نظمَ حِكمهم، ونصائحهم عليه.

ولقد حظِي هذا المتنُ باهتمام الكثيرين من العُلماء قديمًا وحديثًا فخرجت له شروح عديدة، منها:
1- فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال؛ للناظم سليمان بن حُسين بن مُحمد الجمزوري.

2- فتح الملِك المُتعال في شرح تحفة الأطفال؛ للإمام مُحمد الميهي ابن الإمام النور الميهي.
وهذا الشرح هو الأصلُ الذي أخَذ منه الجمزوري مادةَ الشرح الذي نحن بصددِه، وقد أشار إلى ذلك في أوَّل الشرح، ونوَّه في غير موضعٍ إلى الرجوع إلى الأصْل - يعني: هذا الشرح - لمَن يرغب التوسُّع.

3- منحة ذي الجلال في شرْح تحفة الأطفال؛ للشيخ علي بن محمد الضباع.

4- هِداية المتعال في شرح تحفة الأطفال؛ للإمام أحمد بن أحمد بن أحمد بن مقيبل الصافي المالكي.

5- ولِي شرْحٌ على التحفة سميتُه: (جواهر البيان في شرْح تحفة الأطفال والغلمان)، جعلته وسطًا بيْن الإطالة والاختصار، بينت فيه المُشكل، ومثلتُ لأحكامه ومسائله، وختمتُ له بخاتمة حَوَتْ أحكام الصفات، ومخارج الحُروف، حيثُ إنَّ الناظم لم يتعرَّضْ لهُما من قريب ولا من بعيد، مع حاجةِ طالب العلم إلى معرفتهما.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق