السبت، 9 فبراير 2013

مبادئ علم التجويد


قال الصَّبَّان - رحمه الله -:
إِنَّ مَبَادِي كُلِّ فَنٍّ عَشَرَهْ
الْحَدُّ وَالْمَوْضُوعُ ثُمَّ الثَّمَرَهْ
وَفَضْلُهُ وَنِسْبَةٌ وَالْوَاضِعْ
الاسْمُ الاسْتِمْدَادُ حُكْمُ الشَّارِعْ
مَسَائِلٌ وَالْبَعْضُ بِالبَعْضِ اكْتَفَى
وَمَنْ دَرَى الجَمِيعَ حَازَ الشَّرَفَا

1- الحد:
التجويد لغةً: من مادة: (ج، و، د)، وهو التحسين، يُقال: جوَّد فُلان الشيءَ؛ أي: حسَّنه.

وفي الاصطلاح: إخراجُ كلِّ حرْف مِن مخرجِه، مع إعطائه حقَّه في المخرَج والصفة الذاتية، ومُستحقَّه، وهو ما ترتَّب على الصفة الذاتية مِن الصِّفات العارضة.

فمثلاً: صفة الاستِعلاء صفةٌ ذاتية، والتفخيم يترتَّب عليها، وكذلك صفة الاستِفال صفةٌ ذاتية، والترقيق يترتَّب عليها.

2- الموضوع:
موضوع علم التجويد: حُروف الكلمات القرآنية، مِن حيثُ إعطاؤها حقَّها ومُستحقَّها.
وذهب البعضُ إلى أنه يشمل الحديثَ النبوي أيضًا، والراجِح عدمُ اشتماله عليه.

3 - الثمرة المُترتبة على تعلُّم هذا العِلم:
يترتَّب على تعلُّم هذا العِلم:
أ - صونُ اللِّسان عن اللحْن في كتاب الله تعالى.

واللحن: هو الميْل والانحراف عن الصوابِ في قراءة القرآن، وهو على قسمَيْن:
لحنٌ جَليٌّ: وهو ما كان بسبب مُخالفةِ القواعد العربية سواء ترتَّب عليه إخلالٌ بالمعنى أم لا.
وسُمِّي جليًّا لظهوره وعدم خفائه على أحدٍ من القُرَّاء أو غيرهم، كضمِّ تاء ﴿أَنْعَمْتَ﴾ في الفاتحة.

لحنٌ خفيٌّ: وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيُخِل بالقِراءة دون المعنى، كتَرْك الغُنَّة، وقصْر الممدود، ومدِّ المقصور... وهكذا.

ب - والفوز بسعادة الدَّارين:
عن عُثمانَ - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((خيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمهُ)).

وعن أبي هُريرةَ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما اجتمَعَ قومٌ في بيت مِن بيوت الله، يَتْلون كتابَ الله، ويَتَدارسونه بينهم إلا نَزَلتْ عليهم السكينة، وغشيتْهم الرحمة، وحفَّتْهم الملائكة، وذكَرَهم الله فيمَن عندَه، ومَن بطَّأ به عملُه لم يُسرعْ به نسَبُه)).

4 - فضله:
وفضله مُستمَدٌّ مِن شرَف الكتاب الذي يُستخدَم هذا العلم في ترْتيله.

5 - النسبة:
نسبته إلى غيرِه التبايُن.

6- الواضع: أمَّا مِن الناحية العملية، فإنَّ الله - عزَّ وجلَّ - هكذا ألْقاه إلى جبريل - عليه السلام - من اللَّوْح المحفوظ، وهكذا ألْقاه جبريلُ - عليه السلام - إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهكذا تلقتْه صحابةُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتلقتْه الأمَّةُ عنهم.

أمَّا مِن الناحية النظرية - التدوين - فقد اختُلِف في واضعه:
فقيل: هو أبو عُمر حفص بن عُمر الدُّوري.
وقيل: هو الخليل بن أحمد الفراهيدي.
وقيل: هو الإمام موسى بن عبد الله بن يحيى الخاقاني.

واعلم أنَّه لا يجوز الانتقالُ عن هذه الكيفية في القِراءة قِيدَ أُنْملة.

7- الاسم: علم تجويد القرآن.

8- الاستِمداد: مِن قراءة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومِن بعْدِه أئمَّة القراءة.

9- حُكمه:
تعلمُ هذا العِلم على قسمين:
التجويد النظري: وتعلُّمه فرْض كفاية، إنْ قام به البعضُ سقَط عن الكُل.
التجويد العملي: وتعلُّمه فرضُ عين على كلِّ مُسلم.

قال - تعالى -: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4].

وقال - تعالى -: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: 121].

وقال ابن الجزري:
وَالْأَخْذُ بِالتَّجْوِيدِ حَتْمٌ لاَزِمُ
مَنْ لَمْ يُجَوِّدِ القُرْآنَ آثِمُ
لِأَنَّهُ بِهِ الْإِلَهُ أَنَْزَلاَ
وَهَكَذَا مِنْهُ إِلَيْنَا وَصَلاَ
وَهُوَ أَيْضًا حِلْيَةُ التِّلاَوَةِ
وَزِينَةُ الْأَدَاءِ وَالْقِرَاءَةِ

10- المسائل:
حُروف كلماتِ القُرآن من حيثُ إعطاؤُها حقَّها ومُستحقَّها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق